سيرة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لمؤلف من القرن الثالث الهجري

كتاب سيرة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه

وليس وجدان هذا السُّفير -على شاكلة ما ألمعنا إليه- شافعا بمجرده في عزم العكوف على تحقيقه وإخراجه للناس، فَثَمَّةَ كتب أخرى كثيرة لا تُعنِّ طالبها ولا تنزف وقته ولا تحوجه إلى إنعام نظر؛ هي أحرى منه بهذا الاعتبار… لكن الحاكم في القضية ارتياد ما علا قيمة، وعظم نفعا، وعز أن تناله أيدي العلماء من إرث الأسلاف، ليكون شاهدا على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ويقرطس في غرضين: ترشيد خدمة التراث. وإقامة ما زها من ثمره ليكون تقدمة بين نهضة لا تنباذ أصولها، ولا تضيق بما أجراه على أيدي الناس من مدنية حديثة غالبة، يلزم مجاراة دالتها المتطورة بمتتالية هندسية، بما يضمن حفظ النوع، والبقاء في زمن لا يلتفت إلى الضعيف وترهاته.